كلمة في جامعة البترول و المعادن

  
حظي التعليم العالي من رائد التعليم الأول في المملكة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز بعناية فائقة واهتمام بالغ لأهميته في توفير الكوادر المتخصصة في مختلف الحقول على مستوى رفيع من التأهيل ، وتشجيع البحث العلمي لفتح آفاق النمو والتطور القائمة على المعرفة المنظمة .

   وبعد أن كان التعليم الجامعي يتم خارج البلاد عن طريق إرسال المتخرجين من مدرسة تحضير البعثات التي أنشأها الملك عبدالعزيز في مكة المكرمة عام 1370هـ / 1950م تولت وزارة المعارف بعد إنشائها إيفاد الأعداد الكببرة المتتالية إلى كثير من دول العالم . ثم ضمت المبعوثين رسمياً الذين يستكملون التحصيل في الخارج على نفقة ذويهم الخاصة.

   أما بالنسبة لمؤسسات التعليم العالي في داخل المملكة فقد أنشئت في مستهل عام 1369هـ / 1949م كلية الشريعة بمكة المكرمة وتوالى بعد ذلك افتتاح الكليات تدريجياً وتأسيس الجامعات حتى وصلت الآن إلى ثماني جامعات عملاقة هي جامعة الملك سعود بالرياض والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وجامعة الملك فهـــــــــد للبترول والمعادن بالظهران وجامعة الملك عبدالعزيز بجدة وجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض و جامعة الملك فيصل بالأحساء وجامعة أم القرى بمكة المكرمة ، وكان آخر الجامعات التي أنشئت جامعة الملك خالد بمنطقة عسير عام 1419هـ . وقد بلغ عدد كليات هذه الجامعات الثمان 213 كلية ، يدرس فيها أكثر من 400 تخصص ، وبلغ عدد أعضاء هيئة التدريس فيها أكثر من 10 آلاف عضو ، فيما بلغ عدد طلاب تلك الجامعات أكثر من 239 ألف طالب وطالبة حسب إحصاءات عام 1420هـ .

   وقد تحققت ولله الحمد في جميع الجامعات السعودية برامج متميزة للدراسات العليا في كثير من التخصصات النظرية والعملية و تعطى فرصة مواصلة الطلاب والطالبات لدراستهم العليا حتى نيل الماجستير والدكتوراه. .

   كما أن صدور الموافقة السامية على نظام مجلس التعليم العالي والجامعات بتاريخ 4 / 6 / 1414هـ ( الذي حل محل المجلس الأعلى للجامعات ) برئاسة خادم الحرمين الشريفين يُعد مرحلة متقدمة في إيجاد آلية عمل مشتركة بين جامعات المملكة .

   وفي سياق التوسع في إنشاء الكليات والمراكز العلمية صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في العام 1422هـ بإنشاء كلية للصيدلة بجامعة الملك عبدالعزيز ، وأخرى بجامعة الملك خالد ، وإنشاء مركز بحوث الطب والعلوم الطبية بمعهد البحوث العلمية وإحياء التراث الإسلامي بجامعة أم القرى .

   ومن منطلق الاهتمام الذي توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين بافتتاح الكليات ذات الارتباط باحتياجات المجتمع فقد تم افتتاح كلية للطب بجامعة الملك سعود فرع القصيم وكلية للطب بجامعة الملك عبدالعزيز فرع المدينة المنورة كما صدرت الموافقة السامية على إنشاء كلية الطب بمنطقة جازان وتكليف جامعة الملك عبدالعزيز بهذا المشروع الوطني والأكاديمي وكلية أخرى للطب بجامعة الملك فيصل بالأحساء في العام 1422هـ .

   وصدرت في العام 1418هـ الموافقة السامية على قرار مجلس التعليم العالي والجامعات بإنشاء ثلاث كليات للمجتمع في كل من حائل وتبوك وجازان ، كما صدرت الموافقة السامية في 1420هـ على إنشاء كلية للتقنية في نجران وكلية للمجتمع في حفر الباطن استجابة للطلب المتنامي على التعليم فوق الثانوي بهدف تأهيل وتدريب الخريجين وتزويدهم بالمهارات العلمية والتقنية التي تمكنهم من العمل في هذه المجالات بعد تخرجهم ، وفي صيف عام 1422هـ صدرت الموافقة السامية على تحويل قسم اللغات والترجمة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية إلى كلية بإسم كلية اللغات والترجمة .

   كما أنه في سياق تطوير التعليم عموماً والتعليم العالي بشكل خاص وللاستجابة لاحتياجات المجتمع السعودي فقد صدرت في 1421هـ اللائحة التنظيمية لإنشاء كليات أهلية غير ربحية في عدد من مناطق المملكة لتكون امتداداً لدور الجامعات في المملكة واستجابة لخطط التنمية بما يحقق التكامل بين مؤسسات التعليم العالي وروعي في هذه اللائحة جودة التعليم في هذه الكليات .

   ولمزيد من دعم مسيرة التعليم العالي فقد أيد مجلس الوزراء في جلسته يوم 9 جمادى الأولى 1422هـ المنعقدة برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله من حيث المبدأ إنشاء جامعتين بناء على ما رفعه وزير التعليم العالي بشأن تحويل كلية الأمير سلطان الأهلية إلى جامعة أهلية ، وكذلك ضم الكليات الأهلية التي ترعاها مؤسسة الملك فيصل الخيرية لتكون تحت مظلة جامعة أهلية غير ربحية ، ووجه المجلس بإحالة الموضوع إلى مجلس التعليم العالي لاستكمال الإجراءات اللازمة حياله وفق النظام .