بعد أن توحدت البلاد وساد الأمن فيها وتضاعف عدد الحجاج والمعتمرين و زوار المسجد النبوي وجه الملك عبدالعزيز رحمه الله باستيراد جهازي تكثيف وتقطير لمياه البحر مما شكل نواة تحلية مياه البحر المالحة وفي العام 1385هـ أنشيء مكتب خاص بتحلية المياه ثم عملت الدولة على تطوير هذا الجهاز وتمخض هذا التطوير في إنشاء المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة فصدر مرسوم ملكي في العام 1394هـ بإنشائها مؤسسة ذات شخصية اعتبارية لمؤازرة المصادر الطبيعية في مناطق المملكة ومدنها المختلفة الشحيحة المصادر ودعمها ونتيجة للمشاريع العملاقة التي قامت بها المؤسسة أصبحت المملكة أكبر منتج للمياه المحلاة في العالم ويمثل 70في المائة من احتياجات الشرب المحلية وأكثر من 30في المائة من الإنتاج العالمي من المياه المحلاة .
ومن الإنجازات العالمية التي تحققت للمؤسسة في مجال البحوث حصولها على جائزة منظمة التحلية العالمية ( أي دي أي ) لعام 1999م عن بحث علمي في مجال التحلية بالطرق الحرارية .
وتشير الإحصاءات إلى أن إنتاج المملكة الحالي من المياه المحلاة بلغ 775 مليون متر مكعب من المياه المحلاة في العام 1420هـ من خلال سبع وعشريــــــن
محطة لتحلية المياه المالحة ، ويتم نقل المياه المحلاة إلى المدن الرئيسية عبر أنابيب تجاوزت أطوالها ألفي كيلو متر كما يتم توليد طاقة كهربائية من محطات التحلية تبلغ أكثر من 4500 ميجاوات من 27 محطة .
ومن اهتمامات خادم الحرمين الشريفين وحرصه على تطوير مصادر المياه والسعي على توفرها في قطاع تحلية المياه المالحة فقد افتتح حفظه الله عدداً من المشاريع الحيوية ففي العام 1403هـ افتتح مشروع جلب المياه من المنطقة الشرقية إلى مدينة الرياض وفي العام 1404هـ افتتح مشروع محطة تحلية المياه والطاقة الكهربائية في الخبر وفي العام 1408هـ افتتح محطة التحلية وتوليد الطاقة الكهربائية وخط أنابيب المياه لمكة المكرمة والطائف (مشروع مياه الشعيبة) .
ونظراً لاهتمام خادم الحرمين الشريفين بقطاع المياه فقد قرر مجلس الوزراء في جلسته المنعقدة في 25 ربيع الآخر 1422هـ برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز إنشاء وزارة للمياه وحدد القرار مهام الوزارة الأساسية ومسؤولياتها وإعادة التنظيم الإداري لجميع القطاعات التي ستتأثر بهذا القرار . إن إنشاء وزارة للمياه في المملكة تدل على بعد النظر للقيادة الرشيدة في هذا المجال الحيوي والاستراتيجي .
|