تجاوزت المملكة العربية السعودية صعوبات المرحلة التأسيسية التي تواجهها الدول في هذه الفترة الدقيقة من حياتها فتوحدت البلاد وانتشر العدل وساد الأمن وعم الازدهار بفضل الله ثم القيادة الحكيمة لجلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله الذي وحد البلاد وشيد كيانها السياسي والاجتماعي على ركائز أساسية تنهض على عقيدة التوحيد وشريعة الإسلام ونصرة الدعوة الإسلامية وإيجاد بيئة صالحة تعين الناس على الاستقامة وتحقيق الوحدة الإيمانية التي هي أساس الوحدة السياسية والاجتماعية والجغرافية والأخذ بأسباب التقدم وتحقيق النهضة الشاملة وتحقيق الشورى التي أمر الإسلام بها وواصل أبناؤه الملوك سعود وفيصل وخالد مسيرة والدهم المؤسس.

   وفي عهد خادم الحرمين الشريفين واصل حفظه الله إرساء قواعد الدولة الحديثة وتكوين الهيكل الإداري والسياسي للمملكة عبر خطوات مدروسة تستوعب أبعاد التطور المرحلي لبناء الدولة الذي يستدعي أخذ القرارات المناسبة في الوقت وبالأسلوب المناسبين حتى تؤتي حركة التطوير الإيجابي ثمارها فكان أن أصدر حفظه الله في 27 شعبان 1412هـ ثلاثة أنظمة شكلت خطوة متقدمة في التفكير السياسي والتنظيمي للمملكة والأنظمة