كلمة في احتلال الكويت و الاستعانة بالقوات الشقيقة

يجسد موقف المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين أبان الغزو العراقي لدولة الكويت في 2 أغسطس 1990م مدى روح الأخوة والتلاحم بين دول مجلس التعاون الخليجي والدور التاريخي لخادم الحرمين الشريفين حفظه الله في الدفاع عن الحق والتصدي للباطل وتمسكه بتسوية الخلافات بين الدول العربية بالوسائل السلمية حتى إذا استنفذت هذه الوسائل اتخذ الملك قراره التاريخي وأعلن في 8 محرم 1411هـ 9 أغسطس 1990م الاستعانة بقوات شقيقة وصديقة لمساندة القوات السعودية في أداء واجبها الدفاعي عن الوطن والمواطنين خاصة أن الإيقاع السريع للأحداث كشف النوايا السيئة لنظام بغداد والتي تتجاوز دولة الكويت ومحاولة الاعتداء على المملكة العربية السعودية وحرمة أراضيها .
لقد اتخذ الملك فهد بن عبدالعزيز قراره للتصدي للعدوان العراقي اعتماداً على الله ثم على ميثاق هيئة الأمم المتحدة فيما يتعلق بالدفاع عن النفس وميثاق مجلس التعاون لدول الخليج العربية .
لقد عاشت المملكة بعد احتلال العراق لدولة الكويت الشقيقة جواً من الحماسة سادت جميع المواطنين من أقصى البلاد إلى أقصاها ووقف الجميع صفاً واحداً وراء خادم الحرمين الشريفين قائد هذه المعركة في صورة لن ينساها التاريخ على مر الأيام 0 وجاء التأييد العربي لقرار خادم الحرمين الشريفين سريعا أعلن مؤتمر القمة العربية الطارئة الذي عقد في القاهرة في 19 محرم 1411هـ / 10 أغسطس 1990م حيث أعلن المؤتمر تأييده للإجراءات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية وتدفق التضامن الإسلامي لموقف المملكة من جميع أنحاء العالم 0 أما التأييد العالمي فقد كان نتيجة طبيعية لما قامت وتقوم به المملكة من جهود خيرة لخدمة السلام العالمي والمجتمع الدولي ولما عرف عنها من اتزان في السياسة وحكمة في الممارسة ونبل في المقاصد والأهداف .
وترتب على القرار التاريخي للملك فهد بن عبدالعزيز أن وجد النظام الحاكم في بغداد نفسه معزولاً ولقد مارست قواته المحتلة أعمالاً وحشية ضد أبناء الكويت إلى جانب قيام أبواق الإعلام العراقي بإطلاق شتى صنوف الأضاليل ضد قيادة المملكة تجاه الأحداث ولكنها ذهبت جميعها أدراج الرياح وواصل العالم من جهته التنديد والاستنكار لأفعال النظام العراقي .
واحتضنت المملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وشعب الكويت في صورة تعكس عمق العلاقات بين البلدين .
ولقد امتدت الأضرار البالغة التي تسبب فيها العدوان العراقي على دولة الكويت فشمل أبعاداً اقتصادية واجتماعية وإنسانية لم تقتصر على المنطقة فحسب بل شملت معظم دول العالم وكان لمبادرة خادم الحرمين الشريفين خلال الأحداث بأن تتبنى المملكة سياسة إنتاج بترولي من شأنها التعويض قدر الإمكان عن الصادرات العراقية والكويتية صدى طيب في العالم كما قامت المملكة خلال الأحداث بتقديم مساعدات مالية وعينية للعديد من الدول المتضررة من جراء العدوان العراقي. كما أصدر حفظه الله أوامره بتقديم إعانة مادية لتخفيف معاناة النازحين من الكويت والعراق من مواطني بعض الدول . الشعب العراقي الذي لجأ إلى المملكة فراراً من بطش النظام الحاكم في العراق ، فأنشأت المملكة مدناً لإيواء أولئك الأخوة .
إن موقف المملكة العربية السعودية تجاه العدوان العراقي ضد دولة الكويت يؤكد ثوابت السياسة السعودية الداعية إلى التوفيق بين الدول العربية الشقيقة حيث لجأت إلى كل الطرق الودية قبيل الغزو العراقي فجمعت سمو ولي عهد الكويت الشيخ سعد العبدالله الصباح مع نائب الرئيس العراقي عزة إبراهيم الدوري وعندما فشلت تلك المحاولة لم تتوقف المملكة عن الدعوة إلى نبذ أسلوب العدوان حرصاً على مصالح دول المنطقة وشعوبها التي تشكل جزءاً حيوياً في عالم اليوم وفي نفس الوقت اتخذت المملكة وسائل الدفاع عن النفس حرصاً على مصالحها في إطار من الشرعية الدولية.
|