إدراكاً من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز لضرورة توحيد الصف العربي ورفع المعاناة عن الشعب الصومالي الشقيق الذي تقع دولته في منطقة القرن الأفريقي البالغة الأهمية استراتيجياً أصدرت المملكة العربية السعودية بيانا في العام 1411هــ وذلك عقب اندلاع الصراع بين الأطراف الصومالية المتنازعة دعت فيه هذه الأطراف للجلوس إلى مائدة المفاوضات لحل مشكلاتهم بحكمة ودراية بما يكفل الحفاظ على وحدة الصومال مستقراً يعيش في ظله الشعب الشقيق بحرية وعزة وكرامة وليؤدي دوره التاريخي في دعم التضامن العربي والإسلامي وأعلنت المملكة في بيانها استعدادها للمساهمة بأي جهد في هذا السبيل وإثر ذلك وصل إلى جدة أعضاء مؤتمر المصالحة الوطنية الصومالي المنعقد في جيبوتي لعقد الجلسة الختامية للمؤتمر في مكة والتي انعقدت في ضيافة المملكة حيث اتفقت الأطراف المتنازعة على الصلح .
وخلال استقبال خادم الحرمين الشريفين لأعضاء مؤتمر المصلحة الوطنية الصومالي في 13 محرم 1412هــ بارك أيده الله ما توصل إليه المؤتمرمن اتفاق محذراً الجميع من الفرقة وما تؤدي إليه من نتائج لا تحمد عقباها 0
وبادرت المملكة بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين بتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية المتواصلة مالية وعينية جواً وبحراً إلى شعب الصومال كما شاركت المملكة في العام 1413هـ بقوة عسكرية سعودية ضمن القوات الدولية التي قرر مجلس الأمن إرسالها إلى الصومال بموجب قراره رقم 794 الهادفة إلى تأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى أبناء الشعب الصومالي الذي أنهكهم الجوع والمرض .
وانطلاقاً من اهتمام حكومة المملكة العربية السعودية بالموقف في الصومال الشقيق وما أسفر عنه مؤتمر المصالحة الصومالية في مدينة عرتا بجمهورية جيبوتي في العام 1421هـ من نتائج حيث توصل إلى تشكيل المؤسسات الصومالية الانتقالية فقد رحبت حكومة خادم الحرمين الشريفين بوصول المؤتمر إلى مرحلته النهائية بانتخاب الجمعية الانتقالية والمجلس التشريعي وانتخاب رئيس ونواب رئيس الجمعية الوطنية الصومالية معربة عن أملها في انضمام بقية الفصائل الصومالية التي لم تشارك في هذا المؤتمر وذلك تعزيزاً لوفاق وطني يحقق وحدة الصومال واستقراره كما شاركت المملكة في احتفالات تنصيب رئيس جمهورية الصومال الجديد عبدي قاسم صلات التي أقيمت في مدينة عرتا بجيبوتي في 27 جمادى الأولى 1421هـ باعتبار هذه المناسبة منعطفاً تاريخياً مهماً في تحقيق المصالحة الوطنية في الصومال ولكون الصومال بلد جوار عربي مسلم .
كما وقفت المملكة حكومة وشعباً بقيادة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في دعم الشعب الصومالي فتم تأسيس الهيئة العليا لمتضرري الصومال ، وبلغت جملة التبرعات النقدية والقيمة النقدية للتبرعات العينية التي تم جمعها لصالح متضرري الصومال منذ إنشائها وحتى 30 ربيع الأول 1420هـ أكثر من مائة وثلاثة وثمانين مليون ريال .
|