بذلت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز الجهد الكبير في قضية أفغانستان ذلك البلد المسلم الذي تعرضت أرضه وشعبه في العام 1979م لغزو من الاتحاد السوفيتي سابقا والذي مارس كل أنواع البطش والتهجير لملايين الأفغان من ديارهم فوقفت المملكة بكل إرادة سياسية حازمة ودعم سخي موقفاً صلباً في تأييد كفاح الشعب الأفغاني وتحريره انطلاقاً من ثوابت السياسة السعودية في دعم القضايا الإسلامية.

   ومنذ الأيام الأولى للاحتلال السوفيتي ضد الدولة المسلمة أفغانستان وحتى انتصار الجهاد الأفغاني فقد وقفت المملكة حكومة وشعباً بجانب الشعب الأفغاني المسلم مناصرة له فأمدته بشتى أنواع الدعم المعنوي والمادي فكانت المملكة الدولة الأولى في العالم التي تعترف بحكومة المجاهدين وذلك منذ إعلانها في العام 1409هـ الأمر الذي أهل هذه الحكومة أن تتبوأ مقعد أفغانستان في منظمة المؤتمر الإسلامي.

   وفي العام 1412هـ وفور سماع نبأ الاختلاف والاقتتال الذي وقع بين بعض فصائل المجاهدين وجه خادم الحرمين الشريفين جهوداً دبلوماسية مكثفة كما وجه حفظه الله في هذا الإطار رسالة إلى قادة المجاهدين الأفغان في 3 ربيع الأول 1412هـ ناشدهم فيها أن يجعلوا مصلحة الشعب الأفغاني المسلم فوق كل اعتبار وأن يصونوا دماءهم ويحافظوا على ما حققوه من مكاسب وذكرهم بقول الله عز وجل // واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا // وقد أتت هذه المساعي الحميدة بنتائج إيجابية تمثلت في التوقيع على اتفاق مكة للسلام الأفغاني في 19 رمضان 1413هـ في مكة المكرمة بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله.