انطلاقا من اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز بالقضايا الإسلامية وحرصه على خدمة الإسلام والمسلمين بادر حفظه الله منذ بدء الأزمة في البوسنة والهرسك في العام 1992م إلى اتخاذ موقف حاسم في مساندته للقضية في جميع المجالات وعلى مختلف المحافل والأصعدة الدولية فكانت المملكة من أوائل الدول التي اعترفت بجمهورية البوسنة والهرسك وأعلنت تضامنها الكامل معها حكومة وشعباً في نضالها العادل من أجل صون سيادتها واستقلالها السياسي ووحدتها الإقليمية وأدان حفظه الله عمليات التظهير العرقي البشع الذي أخذ يمارسه صرب البوسنة ضد الشعب المسلم في البوسنة والهرسك .

   ونبه خادم الحرمين الشريفين المجتمع الدولي إلى خطورة ما يتعرض له المسلمون في البوسنة والهرسك واجتمع برئيس البوسنة علي عزت بوجفيتش كما استضاف الدورة الاستثنائية السادسة عشر للمؤتمر الإسلامي لوزراء الخارجية لبحث الوضع في البوسنة والهرسك في العام 1413هــ / 1992م وكانت هذه الاجتماعات بداية مجهود دبلوماسي مكثف وعلى مختلف الأصعدة قام به خادم الحرمين الشريفين لحل النزاع في البوسنة .

   وفي إطار الدعم لمساندة الشعب البوسني أصدر الملك فهد توجيهاته بتقديم مختلف أشكال المساعدات من إقامة مخيمات للاجئين وتقديم الخدمات الطبية وتأمين إمدادات المياه وإنشاء المدارس وإعمار المساجد وبناء المساكن وجاءت هذه المساعدات من الحكومة والشعب السعودي كما أمر حفظه الله في العام 1416هــ بإطلاق حملة باسم // حملة خادم الحرمين الشريفين للتضامن مع مسلمي البوسنة والهرسك // ونتيجة لهذا الدعم بلغ إجمالي التبرعات النقدية التي استقبلتها الهيئة العليا لجمع التبرعات منذ إنشائها وحتى العام 1421هــ لصالح البوسنة والهرسك أكثر من 1 ر 2مليار ريال سعودي وبلغ التبرع الشخصي لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد حوالي 370 مليون ريال سعودي .