يسير النشاط الثقافي بالمملكة في مختلف مجالاته وفق المبادئ الإسلامية السمحة والموروث الوطني والعربي كما رسمته سياسة جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله منذ بدايات تأسيس المملكة عبر أسلوب التدرج المرحلي في الاهتمام بالأطر المنظمة للفعاليات الثقافية وبالصيغ التعبيرية وحجم مساهماتها في المشهد الثقافي العام في المملكة العربية السعودية .

   وفي هذا النطاق رعت الرئاسة العامة لرعاية الشباب إقامة الأندية في أنحاء المملكة وكانت بداية هذه الأندية منذ العام 1395هـ حتى وصل عددها في الوقت الحاضر 12 نادياً ، تهتم بنشر الثقافة الأدبية مع الانفتاح الواعي على التيارات الفكرية المعاصرة .

   كما تولي حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله رعاية خاصة للفنون بالمملكة فتم إنشاء جمعية الثقافة والفنون بإشراف الرئاسة العامة لرعاية الشباب وبلغ عدد فروع الجمعية 10 فروع في أنحاء المملكة .

   وتقوم الأندية الأدبية وفروع جمعية الثقافة والفنون بالعديد من النشاطات الثقافية مثل الندوات والأمسيات الأدبية والمحاضرات وإصدار الكتب والأنشطة الفنية في المسرح والفن التشكيلي والموسيقى .

   وبلغ عدد النشاطات الثقافية والفنية بنهاية العام 1420هـ نحو 534 نشاطاً في القصة والشعر ، و215 نشاطاً في الفنون التشكيلية و61 مهرجاناً شعبياً . كما تمت إقامة 44 مهرجاناً للفنون المسرحية بالإضافة إلى الأنشطة العلمية التي بلغ عددها 113 نشاطاً علمياً ، فضلاً عن نشاطات الخدمة العامة والبيئة إذ أقيم أكثر من 550 نشاطاً .

   وينظم الحرس الوطني المهرجان الوطني للتراث والثقافة حيث رعى خادم الحرمين الشريفين حفظه الله افتتاح مهرجان الجنادرية الأول في العام 1405هـ . وتقوم أجهزة الإعلام المختلفة بدور أساسي في نشر الثقافة العامة من خلال ما تقدمه المحطات الإذاعية والتلفزيونية السعودية والصحف والمجلات السعودية من المواد الثقافية والفكرية والعلمية المتخصصة .

   ودارة الملك عبدالعزيز إحدى المؤسسات الثقافية الوطنية المهمة التي تتولى حفظ وتوثيق تاريخ المملكة وفي مكتبتها وثائق قيمة بلغ عدد بطاقاتها المسجلة حتى نهاية العام 1420هـ 750 ألف وثيقة .

   وتقوم المكتبات ودور النشر في القطاعين الحكومي والخاص بدور حيوي في تنشيط الحياة الثقافية ودعم الصناعة الثقافية بتوفير وطباعة ونشر وتوزيع الكتاب.

   وتوفر مكتبة الملك عبدالعزيز العامة مصادر المعلومات من كتب ودوريات ومواد سمعية وبصرية في مختلف فروع المعرفة حيث تضم المكتبة حوالي 180 ألف كتاب ودورية ومخطوطة و وثيقة وتسجيلات سمعية وبصرية ، وما يزيد على 3 آلاف من المواد الأخرى المتنوعة .

   وتقوم مكتبة الملك فهد الوطنية باقتناء أهم الكتب والدوريات والمجلات والوثائق وتمنح تراخيص أرقام الإبداع للكتب المطبوعة محلياً وقامت المكتبة بحصر شامل للمؤلفين السعوديين بلغ عددهم 3090 مؤلفاً ومؤلفة .

   وبلغ عدد المكتبات ودور النشر في القطاع الخاص نحو231 مكتبة ودار نشر، في حين بلغ عددها 129 في القطاع الحكومي .

   وفي نطاق خدمة الحركة الثقافية والتراثية في المملكة صدر الأمر السامي في العام 1417هــ بإنشاء ” مركز الملك عبدالعزيز التاريخي ” بالرياض الذي قامت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض بتخـطيطه وتصـميمه وإنشائه ، ويقع على أرض مساحـتها 000ر275متر مربع ، وتم إنجازه في فترة قياسية ويحتوي على المتحف الوطني ، دارة الملك عبدالعزيز ، جامع الملك عبدالعزيز ، قصر المربع ، مكتبة الملك عبدالعزيز العامة ، والوكالة المساعدة للآثار والمتاحف .

   كما قامت الرئاسة العامة لرعاية الشباب في إطار اهتماماتها في خدمة الأدب والأدباء والمثقفين والحفاظ على المخزون التراثي للمملكة ، بإنشاء ” مركز الملك فهد الثقافي ” بالرياض والذي استغرق إنشاؤه خمس سنوات ، وأقيم على مساحة قدرها 000 ر 105 متر مربع ، ويعد المركز أحدث وأكبر المراكز الثقافية في الشرق الأوسط ، ويشمل العديد من القاعات المتعددة مثل المسرح الرئيس ، والمسرح الصغير ، وقاعة المحاضرات ، وصالة العرض ، والقبة الفلكية ، ، والمكتبة ، والمتحف .

   وفي مجال التراث الثقافي والبيئي تقوم وزارة المعارف بالتخطيط والإشراف والمتابعة لعمليات الاستكشاف الأثري وإبرازها وصيانتها حيث بلغ عدد المواقع الآثرية حوالي 4000 موقع ، كما تقوم الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها بالحفاظ على الثروات الطبيعية والبيئية وتنميتها وتطويرها .

   وفي مجال الآثار والمتاحف يضم المتحف الوطني بالرياض وقصر المصمك العديد من المقتنيات الأثرية ، وتسفر عمليات التنقيب المستمرة عن مكتشفات أثرية قيمة ، إضافة إلى ما يتم من ترميم وصيانة للقصور والمساجد والأسواق والأحياء التاريخية في مناطق المملكة .

   وتركز حكومة خادم الحرمين الشريفين على تنمية قطاع الخدمات الثقافية من خلال أهداف واضحة وتتمثل في إعلاء القيم الحضارية الإسلامية والعربية وإثراء البنى الفكرية والوصول إلى رؤى واضحة ومحددة في التعامل مع الإنتاج الثقافي العالمي والنهوض بالإنتاج الفكري والأدبي والفني في المملكة ودعم النشاطات المبذولة لإثراء شخصية المواطن وبناء تكاملها ، وتنمية ثقافة الطفل وإشباعها .

   وجاء اختيار المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم ( اليونسكو ) للرياض عاصمة المملكة العربية السعودية عاصمة للثقافة العربية للعام 2000م تأكيداً للمكانة التي بلغتها الثقافة في المملكة .