الصحة

   انطلاقاً من حرص خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله بالتنمية الفاعلة في المملكة العربية السعودية فقد أولت حكومة خادم الحرمين الشريفين اهتماماً خاصاً بصحة المواطن وجعلت ذلك في مقدمة أولويات الخطط التنموية بوصفها تتصل بالإنسان الذي هو ركيزة التنمية وهدفها الأساسي بوصف الصحة هدفاً إستراتيجياً وقاعدة حضارية فأنفقت في سبيل ذلك أموالاً ضخمة وتمكنت في فترة قياسية من بناء نهضة صحية بشقيها الوقائي والعلاجي ، وتحديث وتطوير الرعاية الصحية والطب العلاجي في جميع أنحاء المملكة ، وتمكنت من تأسيس بنية صحية متكاملة وشاملة ، عبر عملية مدروسة ومستمرة لتقديم أرقى الخدمات الصحية والتشخيصية والعلاجية بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية .

   فمدينة الرياض تحتضن المراكز الطبية المتخصصة كمستشفى الملك فيصل التخصصي ، ومستشفى الملك خالد التخصصي للعيون ، ومركز الأمير سلطان لجراحة القلب المفتوح ، ومستشفى الملك فهد بالحرس الوطني ، ومدينة الملك عبدالعزيز الطبية ، ومستشفى القوات المسلحة ، ومستشفى قوى الأمن ، والمستشفيات الجامعية كمستشفى الملك خالد الجامعي ومستشفى الملك عبدالعزيز الجامعي ، وستنضم قريباً مدينة الملك فهد الطبية إلى منظومة المراكز الطبية المتخصصة بالإضافة إلى المستشفيات التابعة لوزارة الصحة ، ومراكز الرعاية الصحية الأولية ، ومرافق القطاع الصحي الخاص .

   ولم تتردد حكومة خادم الحرمين الشريفين في دعم وزارة الصحة لإنشاء المستشفيات في أرجاء البلاد حتى بلغت في نهاية 1420هـ مائة وخمسة وتسعين مستشفى بها 28665 سريراً يساندها نحو ألف وثمانمائة وثمانية عشر مركزاً للرعاية الصحية الأولية ، وبلغ عدد الأطباء التابعين لوزارة الصحة 14786 طبيباً فيما بلغ عدد هيئة التمريض 36340 ممرضاً وممرضة يساندهم 21338 من الفئات الطبية المساندة .

   وقُدر عدد المستشفيات الخاصة في المملكة بنحو تسعين مستشفى بها نحو تسعة آلاف سرير يساندها نحو ستمائة وثلاثين مستوصفاً خاصاً وثمانمائة عيادة خاصة بالإضافة إلى 43 مختبراً طبياً ونحو 3200 صيدلية خاصة .

   وترفد عدد من الجهات الحكومية دور وزارة الصحة في تقديم العناية الصحية لمنسوبيها ، من بينها الحرس الوطني ، ووزارة الدفاع والطيران ، ووزارة الداخلية، والجامعات السعودية وجميعها شيدت مستشفيات ومراكز صحية متطورة لا تقتصر مهمتها على تقديم خدماتها الصحية على منسوبي تلك الجهات بل تتعداها إلى المواطنين عامة .

   ووصل عدد الأطباء في القطاعات الحكومية والخاصة إلى نحو اثنين وثلاثين ألف طبيب منهم نحو ستة آلاف طبيب سعودي يشكلون ما نسبته حوالي 20 في المائة من الأطباء العاملين في المملكة . كما بلغ إجمالي عدد العاملين في التمريض نحو 63 ألف ممرض وممرضة يساندهم 36 ألفاً من الفئات الطبية المساعدة .

   وتضع الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين البرامج والمشاريع الهادفة إلى توفير الرعاية الصحية للمواطن والأسرة والمجتمع مع اهتمام خاص بالأمراض المزمنة ، والأمراض الوراثية ، وتطوير الرعاية الصحية للأمهات والأطفال ، وتنفيذ برنامج شامل للتحصين .

   وبجانب ذلك فقد تطور طب الأسنان وصحة الفم بعد أن أنشأت الدولة عدداً من كليات طب الأسنان في بعض الجامعات وألحقت بها مستشفيات تعليمية .

   وتعد المملكة من الدول التي نالت نصيباً وافراً في مجال زراعة الأعضاء ولم يعد نشاط المركز السعودي لزراعة الأعضاء مقصوراً على المملكة بل تعدت خدماته لدول مجلس التعاون الخليجي وأصبحت قنوات الاتصال دائبة الحركة لتبادل الأعضاء الحية في حالات موت الدماغ خاصة في حوادث المرور وحققت المستشفيات المتخصصة في المملكة نجاحات مرموقة في زراعة القلب والكبد وزراعة النخاع وجراحة العيون .

   وامتداداً للرعاية الكريمة للقطاع الصحي قام خادم الحرمين الشريفين بافتتاح العديد من المستشفيات في أنحاء المملكة فتفضل حفظه الله في 1402هـ بافتتاح مستشفى القوات المسلحة بجدة ، وفي عام 1403هـ بافتتاح مستشفى الولادة والأطفال ، ومستشفى الملك فهد للحرس الوطني بالرياض ، وفي عام 1406هـ مستشفى المدينة الوطني في المدينة المنورة ، وفي عام 1407هـ مستشفى الدكتور سليمان فقيه بجدة ، وفي يوم 19 / 8 / 1408هـ افتتح مستشفى القطيف المركزي ، كما افتتح في اليوم نفسه مستشفى الأمل بالدمام .

   وتظل العناية بإنشاء وتجهيز المستشفيات الحديثة والمؤهلة والمتكاملة متواصلة في عهد خادم الحرمين الشريفين فكان آخرها الافتتاح الأولي لمستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي في الطائف في 15 جمادى الأولى 1422هـ / 5 أغسطس 2001م .

   كما دخلت المملكة مرحلة متقدمة في الطب بإدخالها الطب الاتصالي عبر الأقمار الصناعية فقام الملك فهد بن عبدالعزيز رعاه الله بافتتاح قسم الاتصال الفضائي في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في العام 1415هـ / 1995م لربط كبرى مستشفيات المملكة بأكبر عدد من المستشفيات الأمريكية والمراكز والمعاهد الطبية الأوربية الكبرى .

   وفوق ذلك فقد أصبحت المستشفيات في المملكة تقدم برامج لنيل الدرجات العلمية والزمالات التخصصية فضلاً عن وجود 37 كلية ومعهداً صحياً للبنين والبنات .

   ويصاحب الجانب الطبي نهضة مماثلة في مجال العلوم الصيدلية والدوائية والطبية التي تنهض بها كليات الصيدلة ، والعلوم التطبيقية في مجالات علوم الأدوية والمختبرات والبصريات والكيمياء الصيدلية ، والأحياء الدقيقة .

   كما أن جمعية الهلال الأحمر السعودي تقوم بدور نشط في تقديم الخدمات الصحية والاجتماعية والإسعافية في الحالات الطارئة ووقت الأزمات من خلال مراكزها المنتشرة في أنحاء المملكة التي تضم كوادر مؤهلة من الأطباء والمسعفين.

   إن العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين يسجل إنجازاً رائعاً في القطاع الصحي انتشر فيه الوعي الصحي بين المواطنين ، وشهد انخفاضاً كبيراً في نسبة الوفيات بسبب المرض بإرادة الله ونتيجة للجهود الحثيثة لحكومة خادم الحرمين الشريفين في التوفير المكثف للخدمات الصحية على أرقى المستويات ، القائمة على المعرفة ، وبأحدث التجهيزات مع التأهيل المتميز للكوادر السعودية والاستعانة بالخبرات العالمية المتطورة وتأمين الاعتمادات المالية لكل ذلك ، من أجل الحفاظ على صحة الإنسان وصيانة بيئته .