لما كانت سواحل المملكة العربية السعودية تمتد إلى حوالي 1500 كم على ساحلي البحر الأحمر والخليج العربي فقد أدركت حكومة خادم الحرمين الشريفين الميزة الاستراتيجية التي تتمتع بها المملكة في هذا الجانب لما تؤمنه من انسياب الصادرات والواردات وحركة وتنقل الأشخاص ، فأعطت المواني وقطاع النقل البحري أهمية كبرى من حيث الإنشاء والتوسع وعمليات التحديث والتطوير المستمرة .
فنتيجة لذلك أصبح لدى المملكة ثمانية موانئ رئيسة هي :
ميناء جدة الإسلامي ، وميناء الملك عبدالعزيز بالدمام ، وميناء الجبيـــل
التجاري ، وميناء الملك فهد الصناعي بالجبيل ، وميناء ينبع التجاري ، وميناء الملك فهد الصناعي بينبع ، و ميناء جازان ، وميناء ضباء ، وتشرف على هذه الموانئ المؤسسة العامة للموانئ .
وتشير إحصاء المؤسسة إلى أن الطاقة الاستيعابية لموانئ المملكة التي كانت حوالي مليون طن وزني فقط عام 1390هـ ، تضاعفت بعد ذلك ووصلت إلى 5 , 88 مليون طن وزني ــ ماعدا النفط ـ في عام 1420هـ ، بحيث أصبحت الموانئ السعودية منفذاً لحوالي 95 في المائة من صادرات وواردات المملكة .
وبلغ عدد الأرصفة بالموانئ الرئيسة مائة وثلاثة وثمانين رصيفاً واستقبلت هذه الموانئ في عام 1420هـ 10229 سفينة ، وبلغ عدد الحاويات المناولة 1442786 حاوية قياسية .
وتولي المؤسسة العامة للموانئ انطلاقاً من سياسة حكومة خادم الحرمين الشريفين اهتماماً خاصاً بخدمة وراحة الركاب وضيوف الرحمن القادمين والمغادرين فأنشأت الصالات الحديثة والمتكاملة التجهيزات وبلغ إجمالي عدد الركاب الذين عبروا موانئ المملكة عام 1420هـ حوالي مليون ونصف المليون راكب .
ونظراً لأن تدريب الكوادر الوطنية على إدارة وتشغيل وصيانة مرافق الدولة هو من أولويات حكومة خادم الحرمين الشريفين فقد قامت المؤسسة بتدريب العاملين فيها بمركزي التدريب في ، ميناء جدة الإسلامي ، وميناء الملك عبدالعزيز بالدمام ، وفي معاهد متخصصة داخل المملكة وخارجها ، ونتيجة لذلك بلغت نسبة السعوديين في وظائفها 99 في المائة في عام 1420هـ .
كما خطت المملكة خطوة متقدمة في إصلاح السفن وصيانتها فأقامت مجمعي إصلاح السفن ، في ميناء جدة الإسلامي ، وميناء الملك عبدالعزيز بالدمام اللذين قاماً بصيانة وإصلاح 120 سفينة منها 88 سفينة سعودية في عام 1420هـ .
وتتولى المؤسسة العامة للموانئ في إطار سياسة الدولة نحو توسيع مساهمة القطاع الخاص في البنية الاقتصادية في المملكة تنفيذ برامج ترسية عمليات تشغيل وصيانة وإدارة الموانئ و المرافق التابعة لها على القطاع الخاص ، وكذلك تأجير التجهيزات البحرية ، والساحات لإعادة التصدير .
كما يتجسد اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله بقطاع النقل البحري في بناء شركة نقل بحري كبيرة هي ” الشركة الوطنية السعودية للنقل البحري ” تأسست بموجب مرسوم ملكي عام 1389هـ ، ويبلغ رأسمال الشركة ألفي مليون ريال سعودي ، فاستجاب نشاط المملكة في مجال النقل البحري لمعدلات النمو المرتفعة التي تشهدها البلاد وتنامي علاقاتها التجارية الدولية فارتفع عدد السفن التي ترفع علم المملكة العربية السعودية وتجوب أنحاء العالم إلى ما يزيد على 130 سفينة
|